السبت، ديسمبر 06، 2008

دراسة أمريكية في السودان (5)

فساد السياسيين: اتفق الشماليون والجنوبيين على نقد السياسيين، وعلى التشاؤم بأن واحدا من أكبر العراقيل أمام تنفيذ اتفاقية السلام هو فساد السياسيين، ومناوراتهم، وعدم إخلاصهم. وقال رجل من دارفور في الخرطوم ان «الحكام أنانيون». وسألت امرأتان في الخرطوم: «لماذا لا يكون البشير مثل ياسر عرفات؟ لماذا لا يجلس مع الناس على الارض، ويقاسمهم أكلهم وشرابهم؟». واتهمت امرأة في ام درمان حكومة البشير بأنها «غير شرعية، وجاءت الى الحكم بطريقة غير شرعية». وقالت امرأة في نيالا ان الوزراء «مجرد أسماء».
أما في الجنوب، أوضحت نتائج المسح الاجتماعي ان «الفساد يؤثر على الحياة اليومية، ويزيد خوف الناس بأنه سيسبب مشاكل وسط الجنوبيين اذا لم تعالجه حكومة جنوب السودان الجديدة. وأصبحت المحسوبية والقبلية والرشوة ظواهر واضحة في الحياة اليومية». واشتكى رجل من قبيلة الزاندي بأن القادة «يبيعون الاخشاب التي نقطعها، والشاي الذي نزرعه، ويقولون ان دخل ذلك يذهب الى الحركة، لكن الدخل يذهب الى جيوبهم».
حرية الأديان:اتفق الشماليون، رغم تأكيد إيمانهم بالإسلام، على حرية الاديان، وعلى ان لا إكراه في الدين، وعلى ان المسيحية دين سماوي ايضا. وقالت امرأتان في دنقلا «لكم دينكم ولي ديني. يقدر المسلم على ان يكون مسلما، ويقدر المسيحي على ان يكون مسيحيا». وقالت امرأة في الخرطوم بحري ان «الحكومة لا تقول للناس من يعبدون وكيف يعبدون». وقال رجل في نيالا ان «كل شخص حر في دينه». لكن الشماليين اتفقوا على ان تغيير المسلم لدينه جريمة كبرى، رغم انهم لا يعارضون تغيير المسيحي لدينه. وقالت امرأة في دنقلا ان «المسيحي الذي يصبح مسلما سيدخل الجنة». وقال رجل من دارفور في الخرطوم ان «الاسلام يعاقب المرتد بالقتل». وقال رجل في الخرطوم ان «الشريعة تعطي الشخص الذي ترك الاسلام مهلة ثلاثة أيام، ثم تدعو لقتله اذا لم يغير رأيه. هذا موضوع خطير جدا».
أما في الجنوب، فلخص جنوبي الرأي العام بقوله: «نحن نرحب بالمسلمين اذا جاءوا الى هنا للصلاة، لكننا نرفضهم اذا جاءوا لإدخالنا بالإسلام».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق