السبت، ديسمبر 06، 2008

دراسة اميركية في السودان: الشماليون والجنوبيون يشكون في نيات قادتهم

(१)

أوضحت نتائج مسح اجتماعي أجراه المعهد الديمقراطي الوطني الاميركي (ان.دي.آى) في السودان أخيرا، ان الشماليين والجنوبيين اتفقوا على تأييد اتفاقية السلام تأييدا كاملا، لكنهم اختلفوا حول مستقبلها. وبينما أبدى الشماليون «تفاؤلا حذرا»، شكك الجنوبيون في إمكانية تنفيذ اتفاقية السلام، وذلك لأنهم «لا يعرفون تفاصيلها، ولا يرون تحسنا في أحوالهم، ويشكون في نيات حكومة السودان». وأوضحت النتائج ان الشماليين يركزون على الاسلام، ويشكون في نيات اميركا في الجنوب ودارفور، ويعارضون وجود قوات الامم المتحدة.
أجرى المعهد الديمقراطي الوطني، المسح الاجتماعي خلال الصيف، وأصدر نتائجه في تقريرين، واحد عن الشمال، والثاني عن الجنوب. وحصل على التمويل من وكالة التنمية الدولية (يو.اس.ايد) التابعة لوزارة الخارجية الاميركية. وبينما تعاون المعهد مع جامعة الاحفاد في ام درمان فى إجراء المسح في الشمال، تعاون مع جنوبيين في نيروبي، وذلك بسبب عراقيل في المواصلات والاتصالات، ولأن «الحرب دمرت النظام التعليمي» في الجنوب.
وأرسل المعهد مجموعات شمالية لزيارة دنقلا في الشمال، وبورتسودان في الشرق، والابيض في الغرب، ونيالا في دارفور، بالاضافة الى الخرطوم، مع وضع اعتبار للاجئين فيها من الجنوب والغرب. وارسل المعهد، من نيروبي، مجموعات لزيارة المناطق التي تسيطر عليها الحركة في بحر الغزال والاستوائية واعالي النيل، بالاضافة الى جنوب النيل الازرق وجبال النوبة.
ولم يجر المعهد استفتاءات شعبية لأسباب فنية، وركز على المسح الاجتماعي لتدوين آراء المواطنين، تمهيدا لإجراء دراسات اخرى خلال الخمس سنوات القادمة، قبل الاستفتاء الذي سيحدد فيه الجنوبيون مصيرهم.
اتفاقية السلام: تفاءل كثير من الشماليين في حذر، وتوقعوا ألا تقتصر فوائد اتفاقية السلام على الذين تأثروا بالحرب في الجنوب، وانها ستشملهم هم ايضا. وقال رجل في دنقلا ان الاتفاقية «وضعتنا على الطريق الصحيح». وقالت امرأة في الخرطوم بحري «الحمد لله، يتحسن الوضع، وكل شيء طيب».
وقابل الجنوبيون، في البداية، اتفاقية السلام بفرح شديد، لكنهم لم يتفاءلوا حول إمكانية تنفيذها. ورحبت امرأة من قبيلة الدينكا بالاتفاقية، لكنها قالت ان «لكل بحر شاطئان». وقال رجل من قبيلة الزاندي: ان هذه هي المرة الرابعة التي نوقع فيها اتفاقية سلام، وفي كل مرة تقول حكومة السودان ان «القرآن لن يتغير. سيظل العرب عربا دائما». وقال رجل ثان من نفس القبيلة ان الجنوبيين «ليسوا متحدين، لأننا نعاني من القبلية. اذا لم نوحد صفوفنا لن ننجح». وأكد ذلك رجل من قبيلة الدينكا ان «الناس لا يزالون يقتلون بعضهم بالبنادق والمسدسات».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق