السبت، ديسمبر 06، 2008

الجماهير النوبية تتصدي للوالي في إردوان (4)

فقد راهن زملاؤه في المؤتمر الوطني قبل غيرهم على فشله في مهمته لافتقاده المؤهلات اللازمة لقيادة ولاية خاصة ولاية مثل الولاية الشمالية معروفة بارتفاع نسبة الوعي فيها فضلاً عن المشكلات التي تكتنفها بسبب إصرار حزبه على بناء سدود لا تجلب إلا الدمار والخراب لأهل المنطقة.
ورغم أن اختياره لهذا الموقع جاء على خلفية مشكلة سد كجبار وإعتقاد قيادة المؤتمر الوطني بأن المشكلة تحتاج إلى شخصية تفتقد الحس الانساني وتنعدم لديه العاطفة نحو مواطني الولاية خاصة النوبيين حيث كان الوالي السابق به شبهة عاطقة قد تيقظ في أي مرحلة من المراحل فلا بد من شخص لن تعتريه عاطفة ويستطيع أن يستمر في تبني سياسة العنف نيابة عن المركز والتي بدأها سلفه ميرغني الطالح ويسير فيها حتي النهاية.
إلا أنه ومنذ أختياره في منصب الوالي منذ سبعة أشهر مزوداُ بتلك الأجندة الأمنية جرت مياه كثيرة تحت الجسر بل وفوقه فقد أكلت حركة العدل والمساواة في أمدرمان منسأتهم التي طالما اتكأوا عليها كما ظهر مدعي المحكمة الجنائية الدولية السيد أوكامبو بقوة هذه المرة وعاد السودان مجدداُ في بؤرة اهتمام العالم وتم تسليط الضوء عليه بكثافة مما يجعل مهمة الاستمرار في سياسة العنف والقتل والأعتقال أمراً بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاُ من جهة أن أي سلوك من هذا النوع لا يدعم الاتهامات السابقة فحسب بل يفتح الباب واسعاً امام مزيد من الاتهامات خاصة وأن تهجير مواطنين من ديارهم دون موافقتهم يشكل جريمة التهجير القسري بينما إعادة توطين آخرين في ديارهم يعطي الفعل تكييفاُ قانونياً آخر فيرتقي به إلى جريمة التطهير العرقي.
ومن جانب آخر فان الوالي كان قد استهل فترة ولايته غير الميمونة استهلالاُ أخرقاُ حيث فتح على نفسه باباُ من أبواب الججيم باستبعاد قيادات حزبه في عهد سلفه واستبدالهم بعناصر يضمن ولاءها له أو بالأحرى لامبراطور السدود مما دفع اؤلئك المبعدين إلى التكتل ضده وتبني حملة لإقالته بتهم أقلها محاباته لأهلة وعشيرته على حساب المكونات الأثنية الأخرى بالولاية وبذلك جلب الوالي على نفسه مشاكل ما كان لها أن تكون لولا قلة خبرته وقصر باعه وإفتقاده للحكمة المطلوبة في مثل هذه المواطن.
الآن وقد أعلن الوالي وقف الحوار نهائياُ مع المواطنين في مسألة قيام سد كجبار لم يبق أمامه إلا اللجوء إلى خطته الأصلية القائمة على التعامل الأمني وفرض المشروع بالقوة مع كل ما يكتنف هذه الخطة من عقبات ومحاذير خاصة في ظل تمسك المواطنين وأصرارهم على رفض قيام السد.
فلننتظر ونرى كيف سيحارب الوالي الهمام في كل هذه الجبهات؟ ولو أنه فرغ لجبهة كجبار وحدها لعجز عن كسب معركة واحدة فيها فكيف إذا كانت هنالك جبهات وتنتظره معارك ومعارك.ذلك ما يتعلق بالوالي أما العملاء والمأجورين فقد اتخذت الجماهير من لقاء أردوان نقطة تحول فارقة في تعاملها معهم فقد حدثت نقلة نوعية حيث واجهتهم الجماهير وتعاملت معهم مباشرة وإن كان التعامل بشئ من اللين هذه المرة. فقد زفت الجماهير بعض هؤلاء العملاء بعد أن ألبستهم طاقية المعارضة وهي تهتف ... أردوان منطقة حرة ... الخونة يطلعوا برة.
كما حدث إعتداءات فردية بالضرب على بعض العملاء والمأجورين وهذه اشارات بأن المواجهة في المرحلة القادمة ستكون في الأرجح ضد هؤلاء قبل أن يستكمل المواطنون استعدادهم لمواجهة السلطة وتوجهاتها نخو تنفيذ مشروع السد بالقوة وذلك أمر ضروري لجهة تطهير الصفوف من الطابور الخامس كشرط أساسي لكسب أية معركة في مواجهة العنف المتوقع من جهة الحزب الحاكم المنتدي النوبي العالمي لحظات و تشاهدون كيف تصدت الجماهير النوبية بأرض اردوان الصامدة للوالي و اعوانه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق