السبت، ديسمبر 06، 2008

د.عبدالوهاب الأفندي..وأنكشاف المشروع الأسلامي (3)

وصل الترابي إلى لندن قبل المحاضرة بأيام، وكان في انتظاره برنامج حافل من المحاضرات واللقاءات والمقابلات الإعلامية، من ضمنها مقابلتان مطولتان أجرتهما معه صحيفتا الغارديان والفاينشال تايمز عشية المحاضرة. وفي يوم المحاضرة، استقبلت الشيخ مظاهرة معادية نظمها معارضون سودانيون وأنصارهم أمام مقر الجميعة في جون آدم ستريت في منطقة كوفنت غاردن الشهيرة، ولم تكن هذه إشارة مبشرة.
ولكن الأسوأ كان ينتظره داخل القاعة. فبعد أن أنهى الشيخ محاضرة كانت بكل المقاييس تناولاً متعمقاً للمسألة القومية من المنظور الإسلامي، أعطيت الفرصة للجمهور للأسئلة، فنهض محامٍ شاب كان يتصدر الصفوف، ورفع رجله الاصطناعية بحيث رآها كل من كان في القاعة المكتظة وتوجه للشيخ بسؤال من جملة واحدة: «هل هذا من الإسلام؟ هل من الإسلام أن أعذب حتى تقطع رجلي؟»ضجت القاعة حينها بالتصفيق للمحامي الشاب، وانتظر الترابي حتى عاد الهدوء ليرد ببرود: «إن كان هذا حدث فعلاً فهو ليس من الإسلام في شيء.» قبل أن يواصل تلقي الأسئلة حول موضوع محاضرته.
ولكن كان بوسع أي خبير في المسألة الإعلامية أن يدرك ليس فقط أن زيارة الترابي إلى لندن قد منيت بفشل ذريع، بل إن المشروع الإسلامي السوداني، ومن وراءه كل مشروع إسلامي آخر، قد تلقى طعنة قاتلة. فقد كانت هذه لحظة من تلك اللحظات الحاسمة التي تقلب الموازين وتغير المفاهيم، خاصة في وسط يحكمه المشهد الإعلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق