السبت، ديسمبر 06، 2008

لماذا ذهب البشير

في السياسة هناك لعبة التوازنات وهناك لعبة الاختباء والاحتماء وهناك لعبة الانتحار السياسي , السؤال الذي يطرح نفسه ايهما كان يمارس رئيس الإنقاذ عندما ذهب إلى إيران في هذا التوقيت:-

- ذهب بصفته رئيس القمة العربية موجها رسالة من الدول العربية ناصحا إيران بالتخلي عن عنادها
- ذهب بصفته رئيس القمة المقبلة للإتحاد الأفريقي
- ذهب بصفته عضو المؤتمر الإسلامي
- ذهب مجبرا بعد التهديد بقطع العلاقات وسحب الخبراء العسكريين وتطوير مصانع السلاح

في لعبة التوازنات يمكن لرئيس الإنقاذ أن يزور إيران في هذا التوقيت إذا كان السودان دولة ذو ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة العربية والأفريقية يطاع ويستمع له الآخرون, فبالتالي هنا يكون قد أعاد التوازن أمام الضغوط الموجهة لإيران ...فهل السودان بهذا الحجم وتلك الصفة

في لعبة الاختباء والاحتماء يمكن لرئيس الإنقاذ إن يزور إيران إذا كان السودان دولة وسيطة ولها دور تلعبه في المنطقة نيابة عن بريطانيا والولايات المتحدة او بتأثير منهم , وبالتالي يكون هناك نوع من أنواع الصفقات تبرم في الخفاء لرفع الحرج عن الأطراف المشاركة... فهل السودان له هذا الدور وهذا التأثير.

في لعبة الانتحار السياسي يجبر رئيس دولة ما للذهاب لزيارة دولة واقعة تحت ضغوط دولية لإيهام الآخرين أنهم غير معزولين دوليا وإنهم مازالوا بعلاقاتهم قادرين على امتصاص أثار أي أزمة , من يدفع الثمن الدولة التي اختار رئيسها أن يذهب في زيارة في ذلك التوقيت لأنه يعتبر تحدي للأسرة الدولية...فهل السودان قادر على تحدي العالم من اجل عيون إيرانية.

أمير قطر ذهب يعرض وساطته فسخر منه احمد نجادي أمام الصحافيين عندما ذكر كلمة الخليج العربي اعترض نجادي وأهانه أمام الجميع عندما اخبره أنه سيأخذه لأقرب مدرسة ليستمع للأطفال في المرحلة الابتدائية وهم يرددون أن الخليج الفارسي وليس العربي.

رئيس الإنقاذ ذهب وقبل عودته , طارت وكالات الأنباء بأن احمد نجادي يحاول نقل تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم إلى السودان ليأمن الضربة العسكرية , يعني كان العقاب بسبب الزيارة جاهز.

لماذا ذهب رئيس الإنقاذ في هذا التوقيت....وقبل التعقيب أود أن أقول أن تلك الزيارة تم تأجيلها 4 مرات من قبل أيام الرئيس خاتمي فلماذا الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق