السبت، ديسمبر 06، 2008

د.عبدالوهاب الأفندي..وأنكشاف المشروع الأسلامي لثورة الأنقاذ

الأخوة الأعزاء

مقال للدكتور عبدالوهاب الأفندي في جريدة الصحافة يكشف فيه حقيقة المشروع الأسلامي الذي نادي به قادة الأنقلاب بقيادة العراب

في بداية صيف عام 1991، تلقيت اتصالاً من الجمعية الملكية لتشجيع الفنون والصناعة والتجارة، وتعرف اختصاراً بالجمعية الملكية للفنون، وهي واحدة من أعرق وأهم الجمعيات العملية في بريطانيا، تطلب المساعدة في إرسال دعوة الشيخ لإلقاء محاضرة حول الإسلام والقومية ضمن سلسلة محاضرات حول موضوع القومية والدين.

زودت الجمعية بالعنوان البريدي للشيخ الترابي حيث تم إرسال الدعوة له.جاء هذا الاتصال بعد أشهر قليلة من صدور كتابي «ثورة الترابي: الإسلام والسلطة في السودان»، وهو كتاب أثار جدلاً كثيراً وقتها، بدءاً من انتقادات تلقيتها من بعض قادة الحركة الإسلامية في السودان بأنني اختصرت الحركة في شخص الترابي.

لم يكن هذا الانتقاد صحيحاً، لأن الكتاب تناول تاريخ الحركة الإسلامية منذ نشأتها إلى انتخابات عام 1986، وقد جهد إلى أن يكون هذا التاريخ علمياً ودقيقاً، مستفيداً في ذلك من الجهود التي بذلها رواد في هذا الخصوص من أبرزهم الأساتذة حسن مكي ومحمد أحمد شاموق.

ومن جهة أخرى فإن الفصل موضوع الانتقاد (ومصدر عنوان الكتاب)، بعنوان «ثورة الترابي الفكرية» كان أيضاً يعكس الواقع، حيث أن تأثير الترابي في تثوير فكر الحركة لم يكن يضاهيه تأثير آخر.وقد كان ردي وقتها على من زعموا أنني بخستهم حقهم أنني اعتمدت على معطيات موضوعية، أبرزها المساهمات المنشورة. وقد كانت مساهمات رموز الحركة الإسلامية، بمن فيهم الترابي، شحيحة جداً في هذا الصدد. لم يكن الترابي قد ألف وقتها سوى كتابين، الأول «الصلاة عماد الدين»، والثاني «الإيمان وأثره في حياة الإنسان»، ولم يكن أي منهما مفيداً لي في دراستي. فكتاب الإيمان هو عبارة عن تهويمات فلسفية حول أثر افتراضي للإيمان في الحياة لا يطرح السؤال المهم (كما قلت للشيخ في أحد حواراتي معه) عن السبب في الغياب الفعلي لهذه الآثار المزعومة في حياة المؤمنين على مر العصور.

أما كتاب الصلاة فلم يكن فيه ما يعين في دراسة ذات طابع سياسي سوى ملاحظات عابرة لمهمة الإمام في الصلاة وكيف أنها محكومة بمراعاة الطقوس المتفق عليها. وعليه فقد اعتمدت في استسقاء أفكار وآراء الترابي على بعض المحاضرات والمقالات والمقابلات الصحفية التي رصدتها له.

أما بقية القيادات فلم تكن لها أعمال منشورة حتى تتم مقارنتها بما كتب الشيخ. وعليه لم يكن ذنبي أن مساهماتهم لم تسجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق