السبت، ديسمبر 06، 2008

الجماهير النوبية تتصدي للوالي في إردوان

كتب الدكتور نبيل محمد حامد
حينما صدر قبل سبعة أشهر قرار باعفاء الوالي المخلوع ميرغني الطالح وتعيين عادل العوض بدلاً عنه, لم يكن الكثيرون قد سمعوا بهذا الاسم من قبل في الولاية الشمالية باستثناء قلة من كوادر المؤتمر الوطني وبالطبع مواطني منطقة الدبة حيث ينتمي الرجل إليها وكان نائباُ عن دائرتها في البرلمان في فترة كان الجميع ينؤون بأنفسهم عن الترشح لبرلمان يعلمون سلفاً أنه لن يكون سوى ديكور يجمل وجه نظام دكتاتوري موغل في الاستبداد.
لم يمر قرار تعيين العوض والياً دون أن يثير دهشة واستغراب الكثيرين ممن عرفوه من أعضاء المؤتمر الوطني واستنكار عدد غير قليل منهم لهذا الاختيار غير الموفق.
فقد كتب رئيس تحرير آخر لحظة الهندي عز الدين وهو من كوادر المؤتمر الوطني صبيحة اليوم التالي لصدور القرار مؤكداُ عدم كفاءة العوض لمثل هذا المنصب أصلا دع عنك من أن يكون والياُ في ولاية تعج بالكفاءات وأصحاب الخبرات الطويلة من الإداريين حتى داخل المؤتمر الوطني نفسه.
وكتب أيضاً صاحب الانتباهة المهندس الطيب مصطفي مثل ذلك وهو كما يعلم الجميع من القيادات النافذة في المؤتمر الوطني قبل وبعد قيام منبره المعادي للسلام والوحدة.
وعقب تعيينه أقام ما يسمى باتحاد أبناء دنقلا برئاسة محي الدين تيتاوي حفل استقبال للوالي الجديد بدار منظمة الشهيد الزبير الخيرية وحضرت ذلك الحفل بدون دعوة وشاهدت الرجل لأول مرة واستمعت لكلمته التي ألقاها في الحفل والتي استغرقت ما لا يتجاوز خمس دقائق أعاد خلالها الحديث عن تحقيق الأمن في الولاية حوالي خمس مرات حتى ظننت أنه ولّي على دارفور وليست على الولاية الشمالية.
حينها قلت لبعض الأصدقاء أن الرجل ذاهب إلى هناك بأجندة أمنية خاصة أن ما تيسر وقتها من معلومات عنه كانت تشير إلى أنه مقرب من دوائر الرؤية الأمنية داخل المؤتمر الوطني وأنه وبالرغم من أنه شغل مناصب في مواقع تبدو بعيدة عن دوائر الامن مثل المطبعة الحكومية وهيئة دعم الشريعة وأمانة الشباب بالمؤتمر الوطني حيث كان مساعداُ لاسامة عبد الله إلا أنه ذهب إلى تلك المناصب موفداً من جهاز الأمن حيث ينتمي بالأصالة.
حينما ذهب لحاضرة الولاية لاستلام أعباء وظيفته الجديدة لم يتصرف كوالي تم تعيينه من قبل المركز إنما كان تصرفه أقرب لتصرف قائد إنقلاب عسكري فقد أطاح بالحكومة القائمة في الولاية وأزاح قيادات المؤتمر الوطني من مواقعهم وجاء بحكومة جديدة وقيادات جديدة على رأس حزبه ليضمن ولاؤهم له فتدحرجت رؤوس كثيرة طالما تحكمت في مصائر الولاية وأحكمت قبضتها عليه مثل عوض الخير الذي كان نائباً لرئيس المؤتمر الوطني بالولاية ومستشاراً للوالي وأكثر من ذلك كان حاكماً فعلياً على الولاية.
بعد إعادة ترتيب البيت وإختيار بطانته وطاقمه الذي سيستعين به كان أول همه هو الألتفات إلى المسائل الأمنية ويأتي على رأس تلك المسائل الأمنية وفقاُ لحساباته مسألة سد كجبار خاصة وان الفريق عبد الرحيم محمد حسين قد أشار فيما بعد إلى أن مسألة سد كجبار يتعلق بالأمن القومي( ندوة الرياض) وهي بالفعل مسألة أمنية كما تشير كل الدلائل ولكنها ليست متعلقة بالامن القومي كما ذكر الفريق بل يتعلق بأمن النظام والمؤتمر الوطني الحاكم وذلك ما يفسر دخول وزير الدفاع في اللعبة بدون مقدمات بزيارته المفاجئة للرياض وندواته المتكررة بعد ذلك في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح بالخرطوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق